آخر المواضيع

الأربعاء، 22 يونيو 2016

محاضرة فضائل شهر رمضان المبارك للأستاذة :نورة البكيلي









(فضائل شهر رمضان المبارك)
للأستاذة / نورة البكيلي
في غرفة ختمة العمر الصوتية التابعة لمشروع ختمة العمر لمدرسة جبل النور بمكة 
ألقيت في التاسع من رمضان 1437هـ

(شهر رمضان)
شهر عظيم مبارك  لما احتواه من عبادات :
شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن ، شهر العتق والغفران ، شهر الصدقات والإحسان ، شهر تفتح فيه أبواب الجنات ، وتضاعف فيه الحسنات ، وتقال فيه العثرات ، شهر تجاب فيه الدعوات ، وترفع فيها الدرجات ، وتغفر فيه السيئات ، شهر يجود الله فيه سبحانه على عباده بأنواع الكرامات ، ويجزل فيه لأوليائه العطايا


فمن فضائله:
1.شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام ، فصامه المصطفى صلى الله عليه وسلم وأمر الناس بصيامه حيث ورد في حديث جبريل الطويل الذي ورد في صحيح البخاري ( كتاب الإيمان ) باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة:


عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم:( بارزاً يوما للناس فأتاه جبريل فقال ما الإيمان قال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث.
قال ما الإسلام؟ قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان ......... فقال هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم قال أبو عبد الله جعل ذلك كله من الإيمان).


وأحب ما يتقرب إلى الله به هو فعل الواجبات :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى قال: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه) رواه البخاري


وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من صامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه حيث ورد في الحديث: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) رواه البخاري  ومسلم 



2.من قامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه حيث ورد في الحديث:🔽
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه))؛ متفق عليه.


كيفية القيام :

وليس في قيام رمضان حد محدود 


وننتبه إلى ضرورة إقامة الصلاة بأركانها وواجباتها وسننها في القيام وكذلك سائر الصلوات :


من  الإقبال  ، والخشوع فيها ، والطمأنينة في القيام والقعود والركوع والسجود ، وترتيل التلاوة وعدم العجلة ؛

لأن روح الصلاة
 هو الإقبال عليها بالقلب والقالب والخشوع فيها ، وأداؤها كما شرع الله بإخلاص وصدق ورغبة ورهبة وحضور قلب .
كما قال سبحانه :  (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ  الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ )



وقال النبي صلى الله عليه وسلم   (وجعلت قرة عيني في الصلاة )


وقال للذي أساء في صلاته : (إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ))


فلابد أن نتنبه لهذه الأمور فليس العبرة بالعدد 
بل العبرة بما وقع في القلب

وكثير من الناس يصلي في قيام رمضان صلاة لا يعقلها ولا يطمئن فيها بل ينقرها نقراً وذلك لا يجوز بل هو منكر لا تصح معه الصلاة ، لأن الطمأنينة ركن في الصلاة لابد منه كما دل عليه الحديث المذكور آنفاً ، فالواجب الحذر من ذلك ، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته ))


قالوا يا رسول الله : كيف يسرق صلاته ؟ ، قال : (( لا يتم ركوعها ولا سجودها ))



3. أن فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم قال تعالى:
(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ )سورة القدر.


4. عظم الثواب فقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :


يقول الله تعالى : (( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ، للصائم فرحتان ، فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)).


5.تصفيد الشياطين ففي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وسلسلت الشياطين ))[7]


وأخرج الترمذي وابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة( ).

(فلا يصح تقيدها بأوله أو وسطه أو آخره)
  فمن مما سبق من الفضائل والأعمال الصالحة لها فوائد عظيمة على بدنية وروحية.


كيفية القيام :


وليس في قيام رمضان حد محدود ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوقت لأمته في ذلك شيئاً وإنما حثهم على قيام رمضان ولم يحدد ذلك بركعات معدودة ، ولما سئل عليه الصلاة والسلام عن قيام الليل قال : ( مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى (أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين

فدل ذلك على التوسعة في هذا الأمر ، فمن أحب أن يصلي عشرين ركعة ويوتر بثلاث فلا بأس ، ومن أحب أن يصلي عشر ركعات ويوتر بثلاث فلا بأس ، ومن أحب أن يصلي ثمان ركعات ويوتر بثلاث فلا بأس ، ومن زاد على ذلك أو نقص عنه فلا حرج عليه

والأفضل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله غالباً وهو أن يقوم ثمان ركعات يسلم من كل ركعتين ويوتر بثلاث ، مع الخشوع والطمأنينة وترتيل القراءة ،

 لما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : 

( ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشر ركعة ، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثاً  .


وفي الصحيحين عنها رضي الله عنها ))أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل عشر ركعات يسلم من كل اثنتين ويوتر بواحدة ))
وليس فيه حد محدود لا يجوز غيره ، وهو من فضل الله ورحمته وتيسيره على عباده حتى يفعل كل مسلم ما يستطيع من ذلك



فمن الفوائد الروحية:



1.  تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الأخلاق السيئة والصفات الذميمة ، البطر والخيلاء والبخل الغيبة والنميمة .
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

(من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ).


وقال عليه الصلاة والسلام:
(( الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن امرؤ سابه أحد فليقل : (إني امرؤ صائم )


وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ((ليس الصيام عن الطعام والشراب وإنما الصيام من اللغو والرفث ))

وخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي أن يتحفظ منه كفَّر ما قبله ))

وقال جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما

((إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك وقار وسكينة ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء))


 كلام يدل على فهم عميق للعبادات



2.  تربية لها  على الأخلاق الحميدة الصبر والحلم والجود والسخاء  والكرم والعطاء والبذل بشتى الأوجه ومجاهدة النفس فيما يرضي الله ويقرب لديه.


3.  . تعرف  العبد على نفسه وحاجتها وضعفها وفقرها لله.


4.   يذكره بعظيم نعم الله عليه ، ويذكره أيضاً بحاجة إخوانه الفقراء فيوجب له ذلك شكر الله سبحانه ، والاستعانة بنعمه على طاعته ، ومواساة إخوانه الفقراء والإحسان إليهم .



وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذه الفوائد في قوله عز وجل:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ),
 فأوضح سبحانه أنه كتب علينا الصيام لنتقيه سبحانه ،

 الشاهد من الآية قوله سبحانه: 

( تتقون)
فدل ذلك على أن الصيام وسيلة للتقوى .


ماهي التقوى  : 



طاعة الله ورسوله بفعل ما أمر وترك ما نهى عنه عن إخلاص لله عز وجل ، ومحبة ورغبة ورهبة .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :  (التقوى هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل)
قال ابن مسعود رضي الله عنه في معنى قوله تعالى( اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ))

((آل عمران ))
قال : أن يطاع فلا يعصي ويذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر.


وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : تمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه من مثقال ذرة وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما يكون حجابا بينه وبين الحرام فإن الله قد بين للعباد الذي يصيرهم إليه فقال : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ(7)وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ)

 فلا! تحقرن شيئا من الخير أن تفعله ولا شيئا من الشر أن تتقيه .


وبذلك يتقي العبد عذاب الله وغضبه بأن يجعل بينه وبين عذابه وقاية ,فالصيام شعبة عظيمة من شعب التقوى ، وقربى إلى المولى عز وجل ، ووسيلة قوية إلى التقوى وما ذاك إلا لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، والصوم يضيق تلك المجاري ويذكر بالله وعظمته ، فيضعف سلطان الشيطان ويقوى سلطان الإيمان وتكثر بسببه الطاعات من المؤمنين ، وتقل به المعاصي.

وصايا:


 أكثري من الصلاة


أكثري من  الصدقات

أكثري من قراءة القرآن الكريم  تدبريه واعقليه اجعلي لك أوراد تدبرية من تفاسير مختصرة كسعدي ومختصر التفسير والتفسير الميسر كله خير

  أكثري من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار .

أكثري من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 

 أكثري من الإحسان على كل وجوهه  إلى الفقراء والمساكين والأيتام فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، فهو القدوة  عليه الصلاة والسلام 


فقال سبحانه: ( وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً ))

وقال تعالى:  ((وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ))



واحذروا :


غالياتي من  كل ما يجرح الصوم ، وينقص الأجر ، ويغضب الله عز وجل ، من سائر المعاصي .


والله المسئول أن يعيذنا وإياكم وسائر المسلمين من أسباب غضبه وأن يتقبل منا جميعاً صيامنا وقيامنا وأن يجعلنا ممن قال فيهم الشاعر:

وسقوا رحيق السلسبيل مزاجه**
من  زنجبيل فاق كل شراب
هذا جزاء الصائمين لربهم**
سعدوا بخير كرامة وجنان

والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 


0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
-